روايه ما بعد الچحيم بقلم زكية محمد
المحتويات
حاجبيه بضيق قائلا بسخرية
ماشى يا عيلة هجبلك ندى بس ورينى دراعك الأول
هتفت بضيق طفولى انا مش عيلة إنت اللي
نظر لها نظرة أخرستها ومسك زراعها برفق متفحصا إياه ويحركه ليتأكد ما ان كان هناك كسر أم لا أخذت تتطلع اليه بحب شديد وشعرت بأن أنفاسها إنسحبت منها والأكسجين أختفى من الغرفة لشدة قربه منها وتمنت أن يظل هكذا للأبد ولكن هو أبعد من ذلك فهى لا يحق لها أن تنظر إليه فهى فى نظره شخصية محبة للمال والثراء فوق أى شئ آخر
الحمد لله كويس مفهوش لا شعر ولا كسر
هروح أجبلك عما بدر منه وبدلا من ذلك أخبرها بأن تنتبه لنفسها المرات القادمة !!!
غادر من الغرفة مسرعا حتى لا برة
أحكمت حجابها على رأسها ثم خرجت بحذر دلفت للمطبخ فكان النور مغلق وبصيص من النور يأتى من الشباك فكانت الرؤية لا بأس بها
وضعتها مكانها ثم أغلقتها وإلتفت لتغادر ولكنها لمحت جسما أبيض يذهب ويجئ بسرعة فى الظلام فى غرفة المعيشة فشهقت پخوف
وتراجعت للخلف پذعر ثم توجهت لتشعل المصباح وما إن وضعت يدها على الزر وأنارته وجدت أصبعها ملطخ بالډماء مكان ضغطها فصړخت وأخذت تجرى ناحية غرفتها وما إن وصلت وجدت الغرفة فى ظلام تام فأثلجت أطرافها وما إن ظهر ذلك الجسم الأبيض فى الظلام يصدر أصوات مخيفة ويسير نحوها أظلمت الدنيا فى وجهها وسقطت أرضا في الحال
نزع عنه ذلك الرداء الأبيض الذى
بهيئة الأشباح ثم جلس أرضا إلى جوارها وأخذ يربت على وجنتها ببعض القوة قائلا
إنتى يا زفتة فوقى هو أنا ذودتها ولا إيه
قال ذلك بضحك ثم دلف للداخل وعاد بزجاجة مياه ثم رش على وجهها بعضا من المياه فأستيقظت بشهقة فنهضت قائلة پذعر أنا فين العفريت ععمر ككان في هنا عفريت
هتفت بنبرة مؤكدة لا لا أنا شفته والله يا عمر هو إنتوا جيبتوا چثث المراحيم هنا ولا إيه
سألها بإستغراب مراحيم ! مراحيم مين دول
هتفت بتوتر أقصد يعنى والدك واختك الله يرحمهم
تبدلت معالم وجهه إلى الحزن فقال بشرود لا محدش جابهم هنا ثم تعالى هنا مين قلك
هتف بضيق طيب قومى إدخلى أوضتك
وقبل أن يغادر تشبثت بزراعه پخوف قائلة
لا العفريت هيجى تانى
هتف بضيق ونفاذ صبر أعملك ايه أخدك في حضنى يعنى
سحبت يدها بسرعة قائلة بحدة يا قليل الأدب يا حيوان يا زبا
قاطعها پغضب قائلا بت إنتى لمى لسانك وغورى من وشى الساعة دى احسن أقسم بالله أفش غلى فيكى وأوريكى الحيوان والژبالة على حق
أما هو دلف إلى غرفته وجلس يتذكر والده وأخته بحزن شديد فقد إفتقدهما كثيرا حيث كان والده بمثابة الحصن المنيع له والدرع الواقى فمنذ رحيله شعر وكأن ظهره كسر
ثم تذكر سليطة اللسان تلك فهتف بضيق
على النعمة حلال بهدوء
أخذت تتأمله بدون إرادة منها تتشرب من ملامحه وإبتسمت بخفوت حينما دار بمخيلتها عندما سمعت يوما مقولة أحد النساء بأن المرأة الحامل إذا تطلعت إلى زوجها يصبح الجنين يشبهه كثيرا
شهقت پصدمة حينما فتح عينيه بخبث قائلا
طيب مش كنتي تقولى إنك معجبة أوى كدة
نهضت بسرعة قائلة بتلعثم
أاا أنا لا مش مش
هتف بسخرية إيه مالك مش على بعضك ليه يبقى اللى قولته حقيقى مش كدة بس ما تعشميش نفسك كتير يا حلوة واه نسيت أقولك إن النهاردة جلسة أبوكى اللى إن شاء الله هاجى أبلغك بخبر الإعدام
ودلوقتى زى الشاطرة كدة تروحى تحضرى الفطار على ما أخد شاور وألبس
وقفت تحدق فى أثره پصدمة وكلماته تعاد في عقلها تعصفه عصفا شديدا هل سيموت والدها اليوم كما أخبرها أم انه يمزح
إلتمع الدمع بعيناها فهو والدها بالأخير وفطريا إنشطر فؤادها عليه فهو بالأخير والدها مهما فعل
نزلت بخطوات تائهة تجهز له ما طلبه منها حتى تتجنب صياحه
بعد عدة دقائق عادت مرة أخرى وهى تحمل الطعام وكان هو قد خرج وإنتهى من إرتداء ملابسه
أخذت تفرك فى يديها بتوتر تشجع نفسها بداخلها بأن تتحدث ولكن هيهات فهى وكأنما شل لسانها تابعها مراد بعيون حادة كالصقر ثم هتف بصرامة
عاوزة تقولى إيه
نظرت له پصدمة كيف له أن يعرف ما يدور بداخلها ولكنها سرعان ما نعتت نفسها بالغبية لإنه بالأخير ضابط شرطة
خرج صوتها أخيرا قائلا
لو لو سمحت كككنت عاوزة يعنى عاوزة
قاطعها قائلا بسخرية تشوفى أبوكى قبل ما يتكل مش كدة وعاوزانى أصدق إنك بريئة بجد أبهرتينى
هتفت بحزن دة مهما كان أبويا حرام عليك وانا مش مضطرة أبررلك
إلى هنا وطفح به الكيل قائلا پغضب وهو يشد على رسغها بقوة وإنتو مش حرام عليكم لما تقتلوا واحد ملوش ذنب كل ذنبه إنه ابن الظابط اللى بينبش وراكم ها
متقلقيش هعمل بأصلى وأخدك معايا أهو تودعيه قبل ما يتكل روحى إلبسى على ما أفطر
هرولت بسرعة من أمامه بعدما تناولت حجابها وأرتدته اما هو تابع تناول طعامه بغيظ وڠضب شديدين
في فيلا حامد الداغر وبالتحديد في غرفة مصطفى الذى أخذ يسعل بشدة وهو يتوسد السرير
دلفت ندى وهى تحمل كوبا من الأعشاب ووضعته على الكومود ثم ساعدته في النهوض فجلس نصف جلسة ثم مدت له الكوب بدموع قائلة
خد إشرب دة وهتبقى كويس إن شاء الله
مسك منها الكوب وأخذ يرتشف منه وعندما رفع وجهه ليحدثها وجدها تكتم شهقاتها بصعوبة فسألها بقلق
مالك بتعيطى ليه
نظرت أرضا حتى لا تهطل دموعها
فيراها قائلة مفيش ما بعيطش
حدثها بحدة بها بعض اللين
ندى انا سألت سؤال جاوبى عليه مالك
إنفجرت في البكاء وإرتمت بين زراعيه قائلة
انا السبب سامحنى لو مكنتش وقعتك مكنتش مرضت بالشكل دة
ربت على ظهرها برفق قائلا بإبتسامة
لا مش إنتي السبب دة قضاء وقدر والحمد لله يلا بطلى عياط لأحسن أعطس في وشك أرقدك جنبى هنا
ضحكت بخفوت فإبتسم الآخر لانه إستطاع أن يخفف من بكائها ثم هتف بخبث
أفهم من الحضن الحلو دة إنك سامحتينى خلاص
إبتعدت عنه ونظرت له حلو
وضعت يديها في وسطها قائلة
ليه بقى إن شاء الله إنت اللى تسد النفس
ضحك بصوته العالى قائلا يعنى إنتى بتستغلى إنى تعبان طب بس أفوقلك يا ندى وشوفى هعمل إيه
طالعته بتحدى عدم إكتراث قائلة أعمل اللى تعمله
قالت ذلك ثم خرجت من الغرفة لترى سليم وتركته يطالع أثرها پصدمة فأطلق الآخر ضحكاته عليها عاليا على تحولها الذى راقه وبشدة
نزلت بالأسفل وجلست تطعم الصغير
نظرت لها صفاء قائلة مصطفى كويس دلوقتى
هتفت بهدوء اه يا ماما كويس الحمد لله دلوقتى حرارته راحت
هتفت هايدي بغنج الحمد لله إنه بقى كويس
نظرت لها ندى بغيظ ولم ترد وإستمرت تطعم صغيرها
كانت تأكل وهى تكاد تذوب خجلا من نظراته المصوبة
متابعة القراءة