روايه وبقي منها حطام انثي
المحتويات
ما قلبك دق قلبها كمان دق وعرف الحب !
لم يتحمل كلماتها .. هي تثير بداخله شيء ما .. تدفعه للڠضب وللجنون هي أوشكت على كشف تعلقه بها وهو لن يتحمل ضغطها .. هي ليست له هي ملك لغيره ..
قست تعابير وجهه ونظر لها بشراسة ثم صاح بصوت هادر
اطلعي برا !!
أنا هانهي التعاقد معاكي
ضغطت على شفتيها بقوة وردت بنبرة شبه منكسرة
أكمل هو قائلا بغلظة متعمدا إوجاعها
بالظبط إنتي بتشتغلي عندي وأنا استغنيت عن خدماتك فاتفضلي يالا من غير مطرود وفلوسك هاتجيلك على المكتب اللي مشغلك مش عاوز أشوف وشك هنا تاني ولا في أي مكان
أدمعت عيناها من كلماته القاسېة .. ها هي النهاية كتبت .. وها قد أصدر حكمه عليها دون أن يسمع منها ..
روحي بقى عيطي واترمي في حضڼ جوزك وخليه يسترجل و يصرف عليكي بدل ما باعتك عندي وآآ...
لم تستطع تحمل المزيد هو يتعمد الضغط على چروحها الغائرة فصړخت فيه پجنون مقاطعة إياه وهي تصم أذنيها بكفيها
اسكت ماتجبش السيرة دي !
نظر لها بإستغراب وتابع بتهكم
قاطعته بصړاخ حاد وهي تبكي
بس !!!
رأى تبدل حالتها المستكينة الهادئة إلى حالة هياج عصبي .. تلك الحالة التي حذره منها الطبيب .. فانقبض قلبه بتخوف ..
اكتسى وجهها بحمرة هائلة واحتقنت عيناها الباكيتين وأكملت بنشيج
أنا بأكرهه زي ما بأكرهك دلوقتي !
تفاجيء من عبارتها وتابعها في صمت فأضافت بصوت متشنج
صدم مما قالته وعجز عن الرد عليها ..
أجهشت بالبكاء المرير وهي تستعيد أسوأ لحظاتها ..
كان بيموتني في اليوم مليون مرة وأنا سكت ورضيت بنصيبي واستحملت ضربه وإهانته واتحرمت من أهلي وبرضوه سكت واستحملت لحد ما آآ...
توقفت للحظة لتلتقط أنفاسها اللاهثة وأكملت بنشيج يدمي القلب
لحد ما أجهضني وأنا معرفش إني حامل ضړبني ومۏت ابني لأني كلمت بس أهلي .. عارف لما حتة منك ټموت وإنت مش دريان تخيل شعورك عامل ازاي أهو أنا كنت كده واتطلقت منه فماتقولش عندي مشاعر ليه أنا ماحبتش حد قبلك ولا حبيت حد بعدك بس إنت ماتستهلش الحب ده إنت زيك زي غيرك بتيجي على الضعيف وبتظلم أوي !
وتسارعت دقات قلبه مع فرط الآلم الظاهر في نبرتها ...
أهكذا كانت حياتك حبيبتي كنت تقاسين وأنا أظنك في الغرام تهيمين !
حاول أن يرد عليها فخرج صوته مترددا مصډوما
أنا ..آآ...
قاطعته بنبرة حادة
كان نفسي تكون زي ما إنت بس إنت اتغيرت للأسوأ بقيت مالك تاني مش عارفاه !
نظر لها عاجزا عن الرد .. فأكملت بأسف
وأخويا لو غلط فعلى الأقل فهو ندم وتاب وبيحاول يصلح اللي عمله معايا زمان وأنا مسمحاه ما هو أخويا وسندي معدتش عندي إلا هو !
هتف بإسمها بصعوبة
ايثار
توقفت عن البكاء لترفع رأسها للأعلى في كبرياء وأكملت بما تبقى لها من كرامة
شكرا يا مالك بيه على الوقت
اللي اشتغلت فيه هنا ويا ريت لو بعت مرتبي للمكتب تخصم منه الأيام اللي كنت غايبة فيها ومقصرة في حق الشغل أنا مش بأخد حاجة ماتعبتش فيها !
تحركت من أمامه قبل أن يفتح فمه ليناديها ..
ركضت وهي تكتم شهقاتها المتحسرة ..
رحلت لتبتعد عن الماضي بكل ما فيه ..
صډمته فيما حدث لها كان أكبر من قدرته على الإستيعاب ..
تسمر في مكانه مذهولا .. هي حقا مازالت تحبه .. وكانت تعاني وبشدة ..
هي حبيبته
الفصل السابع والعشرون الجزء الأول
عشقها گالسم في وريدي منتشر
وعقلي گالجليد وقلبي عليها حجر ..
إيا عشق تحن علي يوما وتحضر ..
لي حبيبتي .. گسابق عشقنا
ألقت حروف كلماتها التي أشبهت الشظايا في آثرها والذي وقع على قلبه گدلو من الماء الساخن شديد الحرارة فأحرقه بلهيب حبه ..
انصرفت من أمامه بخطوات راكضة لا تعلم ماهية الطريق هي تريد الهروب من كل شيء .. لم يعد يجمعهما إلا الإهانة والذكريات الموجعة وهي قد سئمت من هذا كله ..
ألا يحث لها أن تفرح ألا يحق لقلبها الملتاع أن يرتاح قليلا
حاول هو اللحاق بها سريعا ولكن أعاقته طفلته التي يحملها بين يديه فهدر بصوته بلهجة حادة وهو ينادي على راوية والذعر يعتريه
راوية انتي فين تعالي بسرعة !!!!
_ ركضت راوية نحوه مسرعة وهي تنتفض من صوته الأجش ونطقت بصعوبة قائلة
أيوه.. نعم يامالك بيه!
مد لها يده بالطفلة لتلتقطها ثم ركض على عجالة من أمره بدون أن ينطق حرفا واحدا..
نظرت له مدهوشة .. ومسحت على ظهر الصغيرة بكفها وهي تهدهدها ..
خرج گالمجنون وعبر بوابة الفيلا يبحث عنها ولكنها اختفت بل الأحرى تلاشت تماما وكأنها لم تكن هنا أبدا ..
نظر يمينا ويسارا وتقدم بخطواته هنا وهناك ولكن لا آثر لها... كور قبضتيه وضړب بهما الحائط وهو يلوم نفسه لوما شديدا ويوبخها أيضا على قسوته معها فهدر بصوته بنبرة متشنجة
ليييه ليه مقالتش من أول يوم !! ب.. بس انا مكنتش أعرف يارب كفاية كده أرجوك كفاية !!!!!
تنهد بمرارة حاړقة ووضع كفه باتجاه قلبه الذي نبض من أجلها من جديد ..
شعر بآلم يجتاحه بأوجاع ووخزات تقسو عليه لظلمه إياها ..
علقت العبرات على أهدابه وترقرقت بصورة واضحة ولكنها أبت الإنسياب على وجنتيه .. لقد خذلها وخذل نفسه وأوهم نفسه بأنها تعيش حياة سعيدة هانئة ولكنها كانت تعاني أكثر منه ورأت بعينيها ويلات الأيام .. هي بالفعل تحطمت ولم يبقى منها شيء ....
..............................................
وكأن القدر يصر على لقائهما من جديد لحكمة غير معروفة...
كانت تغطي فمها بيدها لتكبح شهقاتها المرتفعة ولكن لم تستطع منع دموعها من الإنهمار .. فقد كانت
گسيل المطر في ليلة عاصفة شديدة الرياح .. لنفسها ألا تسرد له قصتها المؤلمة والمخزية ولكنه دفعها بظلمه للخروج عن صمتها المرير وجعله يتعايش مع آلام الندم جراء قسوته معها لذلك اڼفجرت فيه معلنة نهاية الظلم نهاية القمع .. وباحت عما
جعله يخجل من حاله ومن ظلمه لها ..
قادتها قدميها إلى ذلك المكان الخاوي والذي جمعهما يوما ما .. فوقفت خلف أسواره ولم تقوى على الدخول في مواجهة الأمواج المتلاطمة جففت الرياح بقايا عبراتها المتجمدة ..
وحدقت أمامها بشرود ..حيث رأتهما ..
أجل .. رأت نفسها تتجسد كطيف ملموس أمامها ورأته أيضا يقترب منها ..
ابتسامته المشرقة التي سحرتها يوما زادت لمعانا بقربها منه ..
ابتسمت لذلك المشهد الذي أسعدها وخفف من آلمها وهي تتخليه حقيقة ..
ولكن لم يدم الأمر طويلا فقد اختفى من أمامها لتبقى ا صورة الرمال المحيطة بتلك البقعة الزرقاء الصافية ..
فأنهارت تبكي بشدة وبصوت مسموع للآذان ثم وضعت كفيها على وجهها لتغطيه بهما وهي تشهق شهقات مرتفعة ممزوجة بصوت البكاء وهتفت بنبرة متقطعة
آآ... أنا بكرهك ... بكرهك يامالك آآآآه !
خفق قلبها بقوة وتلاحقت شهقاتها .. وفجأة شعرت بكف دافئ وقد أخذ محله على ظهرها فانتفضت بفزع وابتعدت عقب ارتجافة سارت بأطرافها لتنظر إلى من فعل هذا ..
شعور قليل بالإرتياح الممزوج بالإطمئنان حينما وجدت تلك السيدة العجوز البشوشة الملامح تبتسم لها بعطف دنت منها السيدة بخطوات متعرجة ثم مسدت على ذراعها وهي تقول بنبرة دافئة بثت فيها الشعور بالأمان
اهدي يابنتي ولا مالك ولا غيره يستاهل تعملي في نفسك كده !
حدقت فيها إيثار بذهول وهي تنزح عبراتها عن وجنتيها فقد سمعت تلك العجوز عبراتها الشاكية لنفسها دون قصد منها مما جعلها تشعر بالحرج من نفسها.. فطأطأت رأسها بحرج وضيق بين ..
ثم أسبلت عيناها نحوها وهي تتساءل بخفوت وبلهجة واهنة
هو أنا صوتي كان عالي
مسحت السيدة على بشرتها الشاحبة بكفها المجعد وهي تبتسم لها بعذوبة وأجابتها
صوت عياطك كان أعلى وأنا محبيتش أشوفك كده .. أنتي زي بنتي الله يرحمها !
تفاجئت من عبارة السيدة الأخيرة الصاډمة وهمست
مواسية
الله يرحمها
شعور غريب بالإرتياح تسلل رويدا رويدا إليها .. رغم كونها لا تعرفها لكنها كانت كالبلسم المسكن للآلام ..
_ اد ظهور التجاعيد في وجه تلك العجوز عندما اختفت بسمتها وحل العبوس محل البشاشة فأطرقت رأسها بحزن شديد ثم هتفت والوميض قد أخذ طريقه لعينيها
الله يرحمها انا عايزة أقولك أننا مش عايشين على طول .. امبارح عدا وفات والنهاردة مش عارفين نهايته إيه وبكرة ده مش بتاعنا احنا ضيوف على الأرض يابنتي
أنهمرت الدموع من مقلتي إيثار بغزارة بعد أن جاهدت لمنعها ولكنها لم تقو على ذلك فقد كان الألم أشد منها وأعنف .. فمسحت على وجهها بكفيها وهي تهتف بلهجة متحشرجة منكسرة
بس انا تعبت عمري ما فرحت بجد من قلبي .. مش طالبه حاجة غير الفرحة في ناس كتير أوي فرحانين .. اشمعنا أنا بيحصل معايا كده ليه !!!!
هزت السيدة رأسها نافية وهي تضغط على ساعدها ثم نطقت ومازالت البسمة مرتسمة على وجنتيها
مش صح يابنتي كل واحد عنده همومه اللي محدش يعرف عنها حاجة.. وبعدين يابنتي في بلاء أشد من بلاء أحمدي ربنا وأرضي عشان يرضيكي !!!!
أرادت تلك السيدة أن تدعم حديثها وتؤكده فقررت أن تفصح عن مصيبتها وبلائها العظيم .. گدليل منها لإثبات المقولة التي تحمل معنى من رأى بلاء غيره تهون عليه بلواه .. فقالت والحزن يخيم على صوتها
أنا راح عيالي كلهم وحفيدي في يوم واحد !
شهقت إيثار بصوت مكتوم وابتلعت ما تبقى من ريقها الذي جف بصعوبة ثم تساءلت بإهتمام وقد سيطر على وجهها علامات الخۏف
آآ.. أزاي
أجابتها السيدة وقد تعلق بصرها بالسماء التي كانت ملبدة بالغيوم والسحب
حكمة ربنا كده وأنا راضية ابني سافر عشان يقضي الأجازة مع أخته بره مصر .. وقدر يقنعها تنزل مصر هي وابنها وجوزها في أجازة !
اختنق صوتها نوعا ما وهي تتابع بأسف
في اليوم ده الطيارة وقعت بيهم كلهم .. وخسړت بنتي وابني وحفيدي اللي مشوفتوش !
شحب وجهها وانخفضت نبرة صوتها لتصبح أكثر شجنا
راح مني كل اللي بحبهم في يوم واحد ..ومقولتش غير الحمد لله رب العالمين وهما أكيد في مكان أجمل من دنيتنا دي !
رغما عنها بكت إيثار متأثرة .. يا الله كم عانت تلك السيدة من فراق أحبابها .. من مۏت أخذ بغتة الأقرب إليها وأنا هنا أبكي على حب مضى وانتهى
أشفقت على تلك العجوز التي
متابعة القراءة