لحن الزعفران

موقع أيام نيوز


صح أنت معملتش كدا مجرد بس سمعت كلام هى قالته من وراء قلبها لسبب ما صدقته ومحاولتش تدور بنفسك وتفضل وراها أنت تخليت عنها يا أنيس.
قطب حاجبه بعدم فهم ليقول
أنا مش فاهم حاجة وبعدين أنا متخلتش عن حد هى اللى أتخلت عنى.
أجابته فيروزة برفض قائلة 
لا يا أنيس أنت تخليت عنها عشان محاولتش تعرف هى ليه قالتلك كدا..صمتت لوهلة تفكر فى أمر ما ثم أضافت 

دارين لسه بتحبك ياأنيس أحتلت الدهشة والذهول معالم وجهه بعدم تصديق لتكمل حديثها بحزم
صدقنى هى بتحبك واضطرت تعمل كدا عشان باباها ميتسجنش بالشيكات اللى عليه وعلى العموم هى فرحها بكرا لو لسه عايزاها بأشارة واحدة مني بس ألغى كل حاجة و تكون ليك .
تحدث أنيس پصدمة
طبعا عايزاها لكن أنتى عرفتى كل المعلومات دى منين.
منحته نظره ساخرة قبل أن تخبره ثم قالت بصرامة
مش مهم تعرف دلوقتى كل اللى يخصك دارين وبس فاهم..وبعدين يلا على أوضتك لان أنا تعبانه ومحتاجة أرتاح شوية ومتنساش تجهز نفسك بكرا لأن رايحين مشوار مهم.
تسأل أنيس مستغربا مشوار ايه.
تحدثت وهى تذهب بأتجاه المرحاض قائلة
كل شئ بأوان يادكتور أنيس تصبح على خير.
أختفت عن أنظاره فأبتسم أنيس بهدوء بعد ما فهم على ماتنويه غدا ثم قال بصوت غير مسموع 
وأنتى من أهله ياروزا.
ثم غادر غرفتها بسعادة غامرة وقلبه يتراقص بتلك النبضات العاشقة..
بعد بضع دقائق خرجت من المرحاض بعد ما ابدلت ملابسها بملابس أخرى مريحة استرخت على الفراش وهى تفرد ظهرها بتعب وذهبت فى نوم عميق...
فى اليوم التالى وتحديدا فى مكان آخر...
كان يمسكها والدها من شعرها ليصفعها كفا عڼيفا اسقطها أرضا جعلها تضع يديها الرقيقة على خديها بۏجع وقهر فنظر إليها بقسۏة ليقول بعجرفة
قدامك خمس دقايق والاقيكي لابسه الفستان فاهمة عريسك مستنيكي برا على ڼار مش عايز تأخير ياهانم.
قعدت مكانها تبكى بأنهيار فقتربت منها والدتها وضمتها إليها قائلة بحزن 
قومى ياحبيبتى قومى البسي الفستان بدل ما الظالم يجي يضربك تانى وأنا مش هقدر عليه ربنا ينتقم منك ياعادل.
أرتدت ذاك الفستان فكان بمثابة كفن لها بعد لحظات كانت تجلس بجانب هذا العجوز الهالك منذ زمن فكان أصلع الرأس وحاجبيه كثيفة للغاية ومنغلقة فهى مثل أعواد المقشة الخشنة فكان ينظر إليها بابتسامة كشفت عن أسنانه السوداء من كثرة الټدخين فشعرت هى بالأشمئزاز من رائحته الكريهه التى تفوح منه فأخذت عينيها تزرف دمعا على حظها فوالدها أجبرها على الزواج من رجل أكبر من عمره ولم يشفق عليها.
تحدث عادل بسعادة
ايه رأيك ياشكرى كل حاجة تمت زى ما أنت عايز ثم وجه نظره إلى المأذون يلا يامولانا أكتب الكتاب.
لكن قاطعهم صوت قوي زلزل المكان قائلا 
أزاى بس يامولانا هتجوز واحدة مڠصوبة على العجوز ده.
اتمنى لكما قراءة ممتعة
الفصل السابع
على الطريق كان عمران جالسا فى المقعد الخلفى من سيارته التى كانت تقف بجانب الطريق فكان منتظر سائقه أن يأتى له من مكانا ما أخذ يعمل على حاسوبه بدقة ليقطع شروده سائقه الخاص به قائلا
حضرتك الأمور ماشية زى ما خططنا له.
نظر إليه عمران من نافذة السيارة وقال
حد منهم شافك أو لاحظ حاجة.
أبدا حضرتك وبعدين متقلقش انا واخد بالي كويس ومحدش يقدر يكشفني بالسهولة دى.
قال عمران بهدوء فين الكاميرا 
مد يديه إليه وهو يعطيها له فقال اتفضل أهى أنا صورت كل حاجة زى ما طلبت منى وعرفت كمان أن هما هيسلموا الشحنة بعد أسبوع من النهاردة.
أبتسم عمران وقال
عفارم عليك يارامز فعلا أنت كل يوم بتثبتلي أنك قد المسؤلية اللى بكلفك بيها.
على الجانب الأخر تقف فيروزة بجانب سيارتها وهى تزفر بضيق قائلة هو دا وقتك أنك تعطلى.
نظرت إلى هاتفها فوجدته فاصل القته بداخل السيارة بعصبية أعمل إيه أنا دلوقتى كل حاجة جاية تبوظ فى نفس الوقت .
نظرت حولها لعلها تجد أحد يساعدها ثوان واقترب منها ثلاث شباب فقال أحدهم محتاجة مساعدة ياقمر.
حدقت النظر بهم فلم ترتاح لهم منذ قدومهم فقالت بقلق لا شكرا مستغنيه عن خدماتكم.
وضع الشاب يده على صدره وقال بخبث
مينفعش نمشي ونسيبك لوحدك فى حته مقطوعة زى دى ميصحش بردو دا احنا ولاد بلد وجدعان أوى ولا ايه ياشباب.
تحدث الاخر وهو يحاول لمسها طبعا ولازم نقف جنب بنت البلد ونعمل معاها الواجب.
أبتعدت فيروزة عنه فقالت بقوة
أيدك لتوحشك وبعدين يلا اتفضلوا من هنا.
الشاب الثانى لو ما بعدناش هتعملى ايه يعنى.
فيروزة پغضب وصوت عال بعض الشئ
هصوت وألم عليكم الناس.
الشاب اوه بجد طب حاولي كدا وورينا إذا كان فى حد أصلا هيسمعك .
الشاب الأخر بس يالا حرام تزعل المزة الطلقة دى.
بينما الشاب الثالث أقترب منها وامسكها پعنف من يديها فقامت بدفعه بعيدا عنها وهى تصرخ بوجهه قائلة أنت مچنون ازاى تسمح لنفسك تلمسني بالشكل ده دا انا
هوديك فى ستين داهية .
ضحكوا عليها فقال الأخر تعجبني القطة الشرسة نفسي أعرف أنتى جايبة الثقة دى منين.
نظر إليها الشاب الثاني وقال بإبتسامة خبيثة
أعملى فيا اللى عيزاه بس مش قبل مدوق الحلاوة دى.
لتجد شاب وسيم قوي البنية فتحولت نظرات عيونها إلى نظرات مندهشة فقد قام بجذبها خلفه فقال أحد الشباب بسخرية وياترى بقا مين العصفور الجميل اللى نفاش ريشة علينا ومعرضها على الأخر.
نزع عمران نظرته بكل هيبة ووقار وهو يضعها فى سترته وقال بثقة
عزرائيل وجاى ياخد روحك النجسة.
الشاب بضيق طب ليه الغلط بقا ولما اعملها معاك تيجي تزعل.
نظر إليه عمران ببعض من الغموض وقال بهدوء
وأنا حابب أعرف هتعملها ازاى معايا ياسبع البرومبة.
تقدم الشاب منه محاولا أن يلكمه ولكن بحركة سريعة قام عمران بكل مهارة بكسر يديه فى لحظة تسمروا الآخرين مكانهم فقام أحدهم بوضع مطوة على رقبة فيروزة التى أرتجفت خوفا وشحب وجهها بشدة 
فقال الشاب 
ممكن تبعد شوية يا أخ وتسبني.
رد عليها عمران پغضب تصدقى أنا غلطان المفروض كنت سيبتك تقعى على الأرض وتتفتح رأسك أو كنت سبته خلص عليكى بالمطوة.
أبتعدت عنه پعنف وهى تقول تصدق أنك مستفز.
بعد ما أنهت جملتها رأت الدنيا حولها تسود لم تلبث قليلا وسقطت فاقدة للوعى بأحضانه.
تنفس بهدوء وهو يحملها بين يديه ووضعها بعربيته وأغلق الباب عليها ثم استدار بجسده المفتول للشابين الساقطين على الأرض بعد أن فر الثالث هاربا أمر سائقه أن يطلب له أحد من أفراد الظابط أن يأتي إليه.
بعد مدة من الوقت فى المستشفى وتحديدا
 

تم نسخ الرابط